· المستهلك في مرحلة ما بعد الوباء أكثر رقمنة وحذرًا وإدراكًا
وسط فترة وباء "كوفيد-19"، تخلّى العديد من المستهلكين في جميع أنحاء العالم عن دفع الأوراق النقدية، واستبدلوا هذه العادة بالإنفاق عبر الإنترنت، بحسب ما أشار أحدث استطلاع عالمي أجرته ستاندرد تشارترد. ويوافق حوالي ثلثي المشاركين في الاستطلاع حول العالم (73% في الإمارات العربية المتحدة) بأن "كوفيد-19" شجّعهم أكثر للتسوّق عبر الإنترنت، ولكن في الوقت عينه، أصبحوا أكثر حذرًا في كيفية إنفاقهم، وباتوا يفضّلون بعض الوسائل الجديدة لتتبّع أموالهم رقميًا.
وتعدّ هذه الدراسة الثانية من بين ثلاث دراسات تركّز على التغييرات التي أدى بها كوفيد-19 في حياة المستهلكين، إلى جانب التغييرات التي قد تبقى لوقت طويل بعد انتهاء فترة الوباء. وأجريت الدراسة على 12,000 راشد في 12 سوقًا - هونغ كونغ والهند وإندونيسيا وكينيا وبر الصين الرئيسي وماليزيا وباكستان وسنغافورة وتايوان والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي حين ركّز الاستطلاع الأول على التأثير الذي أحدثه الوباء على الأرباح، فقد سلّط الاستطلاع الثاني الضوء على بعض الرؤى الجديدة حول الطريقة التي تغيّر بها الأزمة الصحية العالمية العادات الإنفاقية لدى المستهلك.
أما في الإمارات العربية المتحدة، فقال 72% من المجيبين إنهم كانوا يفضلون الذهاب للتسوّق شخصيًا قبل انتشار الوباء، مقارنة بأقل من الثلث الذين فضّلوا التسوّق عبر الإنترنت. إلا ان هذا الأمر تغيّر بشكل ملحوظ، حيث تبلغ نسبة الذين يفصلون الدفع عبر الانترنت في الوقت الحالي حوالي النصف (47%) مقارنة بأولئك الذين يفضّلون المدفوعات الشخصية أو النقدية. وتبرز التفضيلات للدفع عبر الإنترنت في مجموعة كبيرة من المشتريات، مثل البقالة والسفر وشراء الأجهزة الرقمية. ونتيجة لذلك، يتوقّع حوالي ثلثي الناس في الإمارات العربية المتحدة (64% في الإمارات و64% على مستوى العالم) أن تصبح الدولة بلا أوراق نقدية بالكامل، فيما توقّع غالبية الجمهور حصول ذلك بحلول عام 2030.
ويتوقّع المجيبون في جميع الأسواق الـ 12 زيادة معدّل تسوّقهم عبر الإنترنت من الآن فصاعدًا، حيث يتوقّع الأشخاص في كينيا ان يزيد إنفاقهم عبر الانترنت بنسبة 30%، لتليها الإمارات العربية المتحدة حيث التوقعات تفيد بزيادة بنسبة 18%. أما في إندونيسيا، فالزيادة قد تكون 16%. ويعتقد المشاركون من المملكة المتحدة وبر الصين الرئيسي والولايات المتحدة وتايوان ان يزيد إنفاقهم عبر الإنترنت بنسبة أقل من 10% في المستقبل.
وقد دعمت نتائج الاستطلاع البيانات المتعلقة بالسحب من أجهزة الصراف الآلي التابعة لـ "ستاندرد تشارترد". والجدير بالذكر ان "كوفيد-19" سارع إلى حدّ كبير من الانخفاض في معدل استخدام الصراف الآلي عبر الأسواق العشرة التي شملها الاستطلاع، حيث يقدم بنك ستاندرد تشارترد خدماته (جميع المناطق باستثناء المملكة المتحدة والولايات المتحدة). وفي الوقت الحالي، باتت عمليات السحب النقدي من أجهزة الصراف الآلي تشكّل نصف ما كانت عليه قبل عامين.
وفي الوقت عينه، ومع بدء زيادة الإنفاق جراء تخفيض معدلات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، فقد أفاد 46% من المجيبين في الإمارات العربية المتحدة عن زيادة الإنفاق في شهر يوليو (46% على مستوى العالم) - وقال 89% من الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة إن الوباء جعلهم أكثر حذراً في إنفاق الأموال (75% على مستوى العالم).
ويعكس هذا الحذر المتزايد ما نسبته 77% من المشاركين في الاستطلاع في الإمارات العربية المتحدة و (62% على مستوى العالم)، حيث قالوا إن التداعيات الاقتصادية لـ"كوفيد-19" أدت إلى زيادة تتبعهم لمعدلات إنفاقهم. وقال أكثر من 80% أنهم بدأوا أو يودّون استخدام الأدوات التي تحد من زيادة الإنفاق فوق حدود معينة.
وتعليقًا على النتائج، قال سوني زولو، رئيس قسم الخدمات المصرفية للأفراد في بنك ستاندرد تشارترد: “تسرّع الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير من اعتماد الخدمات المصرفية الرقمية والمدفوعات غير النقدية، وقد أدى الوباء إلى تسريع وتيرة القيادة الرقمية. كما ينعكس ذلك في استراتيجية "ستاندرد تشارترد" للتحوّل الرقمي. أما في الإمارات العربية المتحدة، فنلاحظ ان نسبة كبيرة من المستهلكين ينفقون على الأساسيات مثل البقالة والرعاية الصحية، وكذلك الأجهزة الرقمية أكثر مما فعلوا قبل فترة الوباء، كما يتوقعون استمرار هذه الزيادة في المستقبل.
وقال 68% من الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة إن معدّل إنفاقهم على السفر/الإجازات أصبح أقل مما كان عليه قبل فترة الوباء (64% على مستوى العالم)، فيما بلغت نسبة الأشخاص الذين خفضوا من الانفاق على التجارب 42% (41 في على مستوى العالم) وخفّض 64% من الأشخاص إنفاقهم على الملابس (55% على مستوى العالم).
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قال 38% من الأشخاص إنهم يتوقعون إنفاقًا أقل على السفر/ الإجازات في المستقبل، وأفاد 22% أنهم يتوقعون إنفاقًا أقل على التجارب و35% على الملابس.
وبالإضافة إلى زيادة الحذر حين يتعلق الأمر بالإنفاق، بات المستهلكون حول العالم أكثر إدراكًا. وتبرز إيجابيات هذا الأمر بشكل خاص للشركات الصغيرة، وتلك التي تنتج السلع المصنوعة محليًا، وخصوصًا تلك التي تصنع وتبيع المنتجات التي تكون مصادرها مستدامة. ويقول أكثر من نصف الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة إنهم باتوا يفضّلون التسوّق محليًا (61%)، ويفضّلون المصادر المستدامة أكثر من السابق (59%) والشراء من الشركات الصغيرة (55%). وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأجيال الشابة (18-44)، ويشير إلى انه من المرجّح استمرار هذا الاتجاه.
ملاحظات للمحررين:
المنهجية
تم إجراء استطلاع عبر الإنترنت لمدة 10 دقائق على 12,000 شخص فوق الثامنة عشر من العمر. والمجيبون على مستوى الدول في 12 سوقًا كانوا من هونغ كونغ والهند وإندونيسيا وكينيا وبر الصين الرئيسي وماليزيا وباكستان وسنغافورة وتايوان والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وأجريت الاستطلاعات من يوم الاثنين 17 أغسطس حتى يوم الجمعة 21 أغسطس 2020.
وترجّح النتائج وفقًا لأحدث تعداد وطني في كل سوق، وذلك بالاستناد إلى العمر والجنس والمنطقة الكلية، ويجب ان تمثّل هذه النتائج مستخدمي الإنترنت.