جمع 968 خبيراً ومتخصصاً في مجال الرعاية الصحية وسن السياسات والتشريعات من 40 دولة
استعرض فعاليات اليوم الثاني والختامي من "منتدى مكافحة سرطان عنق الرحم" بمشاركة مئات من متخصصين والخبراء، دور المنظمات المجتمعية ووسائل الإعلام في تعزيز برامج معالجة سرطان عنق الرحم والقضاء عليه، وتأثير التقدم والابتكار في القضاء على المرض.
وجمع المنتدى، الذي تنظمه "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" بالشراكة مع "صندوق الأمم المتحدة للسكان" افتراضياً، 968 خبيراً ومتخصصاً في هذا المجال من 40 دولة، التقوا (عن بعد) بهدف التركيز على إطلاق برامج عادلة ومستدامة للقضاء على سرطان عنق الرحم وفيروس الورم الحليمي البشري.
دور الإعلام والمؤسسات الاجتماعية
وضمن محور "الدعوة المجتمعية لمكافحة سرطان عنق الرحم"، قدمها البروفيسور جمال أبو السرور، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية في جامعة الأزهر، كلمة رئيسة حول "الإيمان والدين والثقافة كمحرك للقضاء على سرطان عنق الرحم"، قال فيها: "يصيب سرطان عنق الرحم 603,978 امرأة سنوياً ويحصد حياة 341,744 منهنّ، على الرغم من أنه مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه إذا تم اكتشافه مبكرًا والقضاء عليه أيضاً، وقد حان الوقت لنقوم بخطوات فاعلة في هذا الاتجاه، وخاصة أننا نتملك الأدوات اللازمة لذلك، وما علينا إلا استخدامها بالطريقة الصحيحة. وعلى الرغم من انتشار جائحة كوفيد -19 في جميع أنحاء العالم، فقد أصدرت جمعية الصحة العالميّة في اجتماع جمعيتها العمومية الثالثة والسبعين الذي عقد في أغسطس 2020 قراراً يدعو إلى القضاء على سرطان عنق الرحم واعتماد استراتيجية واضحة لتحقيق هذه الغاية".
وأضاف: "وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تتمثل فاعلية هذه الاستراتيجية في أنه مقابل كل دولار يتم إنفاقه هناك عائد يتراوح بين 3.2 دولار إلى 26 دولارًا نتيجة تعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة أو بفضل سياسات تحسين صحة المرأة التي تعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات، وتتطلع منظمة الصحة العالمية ضمن استراتيجيتها للقضاء على سرطان عنق الرحم إلى مساعدة الدول على تحقيق ما نسبته 90% من التغطية بالتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، و70% من التغطية بالتحرّي، والحصول على 90% من العلاج ضد آفات عنق الرحم المحتملة التسرطن، وسرطان عنق الرحم، بما في ذلك إتاحة الرعاية الملطّفة بحلول عام 2030".
واختتم بقوله: "ما يتعين علينا القيام به هو تحفيز المؤسسات الدينية والثقافية على القيام بأنشطة تسهم في تنفيذ هذه الاستراتيجية وتحقيق غاياتها، فالتنفيذ الناجح لبرامج التطعيم والفحص والعلاج تلعب دوراً محورياً في تخفيض عدد الإصابات الجديدة بأكثر من 40% وتجنب حدوث 5 ملايين حالة وفاة بسبب هذا المرض بحلول عام 2050".
وجاءت أولى جلسات اليوم الثاني بعنوان "قصص نجاح المنظمات المعنية بالمرضى"، وشارك فيها كلٌّ من الدكتورة هيذر وايت، المدير التنفيذي لمؤسسة "معاً من أجل الصحة" في الولايات المتحدة، وهناء سرّي، أمين مجلس إدارة مؤسسة "بهيّة" في مصر، والدكتورة سيسيليا لاف، رئيس شبكة الوقاية من سرطان عنق الرحم في الفلبين، والدكتورة نشوى عبدالعزيز، من "مركز الكويت لمكافحة السرطان"، وأدارت الجلسة هيا مرعي، تنفيذي برامج في "جمعية أصدقاء مرضى السرطان".
وحملت الجلسة الثانية عنوان "كيف تدعم وسائل الإعلام الاتصال المناسب لإطلاق رسائل مؤثرة؟"، وشهدت مشاركة كلٍّ من الدكتور ابراهيم الكرندي، خبير الصحة والإعلام والمتحدث الإقليمي السابق باسم "منظمة الصحة العالمية"، وتاميكا فيلدر، مؤسس "منظمة الناجيات من سرطان عنق الرحم" في الولايات المتحدة، وكيت سانجر، رئيس قسم الاتصال والشؤون العامة، "Jo’s Cervical Cancer Trust" في المملكة المتحدة، وأدارها الدكتور سمير الدرابي، مستشار الاتصال الإقليمي، في المكتب الإقليمي للدول العربية لـ"صندوق الأمم المتحدة للسكان"، واختتمت الجلسة الحوارية الثانية بفيلم وثائقي بعنوان "وجوه الأمل- معاً من أجل صحتنا".
دور التكنولوجيا في مكافحة سرطان عنق الرحم
وتمحور الجزء الثاني من الجلسات حول دور التقدم والابتكار في القضاء على سرطان عنق الرحم، حيث بدأت بكلمة رئيسة ألقتها الدكتورة منى سرايا، مسؤولة طبية ورئيسة فريق الوقاية من السرطان ومكافحته في "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، الولايات المتحدة الأمريكية، ناقشت فيها دور التكنولوجيا وآليات إدارة المعرفة.
وأقيمت الجلسة الختامية للمنتدى تحت عنوان "دور التكنولوجيا والابتكار والشراكات في ضمان الوصول العادل لخدمات سرطان عنق الرحم"، شارك فيها كل من الدكتورة حياة سندي، كبير مستشاري رئيس العلوم والتكنولوجيا والابتكار في البنك الإسلامي للتنمية بالمملكة العربية السعودية، والدكتور عبدالله عبد الرحمن السميط، مدير عام جمعية العون المباشر، الكويت، وأدار الجلسة أنجا نيتشه، رئيس تعبئة الموارد والشراكات الاستراتيجية في برنامج العمل من أجل علاج السرطان، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، النمسا، وتلا الجلسة فيلم قصير سلط الضوء على جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحد من سرطان عنق الرحم ومكافحته.
واختتم المنتدى فعاليات دورته الثانية بكلمتين ختاميتين ألقاهما كل من الدكتورة سوسن الماضي والدكتور شبل صحباني، حيث وجها فيهما الدعوة للعمل على تعزيز جهود مكافحة سرطان عنق الرحم التي تجمع بين الوقاية والعلاج والرعاية التلطيفية والجوانب الاجتماعية على المستوى العالمي وبشكل خاص في العالم العربي.
وكانت فعاليات اليوم الثاني من المنتدى انطلقت بتلخيص لفعاليات اليوم الافتتاحي وكلمة رئيسة ألقتها الدكتورة سوسن الماضي، مدير عام "جمعية أصدقاء السرطان"، رحبت من خلالها بالمشاركين والحاضرين (عن بعد).
وقالت فيها: "في افتتاح الملتقى أمس، ألقت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة ، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وراعية هذا المنتدى، كلمة مؤثرة للغاية عن عدد الوفيات الناتجة عن سرطان عنق الرحم والمعاناة التي يسببها لأسر المرضى، كما أشارت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان إلى أهداف الجمعية والجهود التي تبذلها على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي لدعم جهود مكافحة سرطان عنق الرحم، كما أوضح معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات أن المساعي الوطنية للتطعيم ضد سرطان عنق الرحم قد حققت نسبة نجاح مذهلة بلغت 82%".
وقدم الدكتور شبل صحباني، المستشار الإقليمي للصحة الجنسية والإنجابية في المكتب الإقليمي لـ"صندوق الأمم المتحدة للسكان" في المنطقة العربية تلخيصاً لجلسات اليوم الأول من المنتدى ومخرجاتها.
يذكر أن المنتدى الإقليمي حول سرطان عنق الرحم الذي أقيم افتراضياً هذا العام تماشياً مع الإجراءات الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا، شهد مشاركة واسعة وتفاعلاً محلوظاً بين الجمهور والمتحدثين من خبراء ومتخصصين في هذا المجال، وأبرزهم منظمة "جافي" الدولية المعنية بتيسير اللقاحات للأطفال المحتاجين في العالم، إلى جانب عدد من المعاهد الصحية والمستشفيات الجامعية الدولية وكبار الباحثين وصناع السياسة، بهدف حشد الجهود الدولية واستكشاف سبل تعزيز التعاون مع الأطراف المعنية محلياً وإقليمياً لمكافحة سرطان عنق الرحم وفيروس الورم الحليمي البشري في المنطقة العربية.